مراحل علاج ادمان المخدرات
مراحل علاج ادمان المخدرات

معايير اختيار مركز علاج ادمان في مصر


الآثار الجسدية والنفسية التي يتركها تعاطي المخدرات على المدمنين، تؤثر عليهم صحيًا واجتماعيًا وأسريًا، وربما في الدراسة أو العمل، وبحسب التقرير السنوي حول أوضاع المخدرات في العالم، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن الزيادة السكانية التي تتعرض لها الدول النامية أحد العوامل الرئيسية في ارتفاع أعداد المدمنين الذين يحتاجون دائمًا إلى الدعم من مستشفيات علاج ادمان، التي تُطبِق مراحل علاج ادمان المخدرات باحترافية شديدة وعناية فائقة بتكلفة متوسطة.

اختيار أفضل مركز علاج ادمان

في البداية، يقول الدكتور أحمد خالد، المتخصص في علاج الإدمان، دكتوراه الطب النفسي الإكلينيكي، إن معايير اختيار مركز علاج ادمان في مصر، تبدأ حتمًا بالتأكيد على الصفة الرسمية للمركز، ومدى استيفاء الأوراق المعتمدة كمظلة معترف بها من قبل وزارة الصحة المصرية، وكذلك المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان، وكافة الجهات المنوطة بالتراخيص في هذا المجال بحسب الدولة التي يتواجد بها، مضيفًا أن التعويل على غير ذلك بالاعتماد على مستشفيات علاج المخدرات، التي لا تتمتع بالسرية التامة، أو لا يتوافر لديها أسعار متوسطة تناسب جميع الفئات، أو أنها لا تعمل على توفير البرامج العلاجية المتطورة والاستشاريين والاخصائيين المعتمدين، في أجواء خدمية فندقية، فهو أمر غير مُجدي بالمرة، منوهًا إلى أنه يجب أن تحرص الأسر العربية على أخذ كل ما سبق بعين الاعتبار عند اختيار مركز علاج ادمان لتخطي مراحل علاج ادمان المخدرات بنجاعة، لافتًا إلى أهمية اتخاذ قرار العلاج في أقرب وقت لتجنب إصابة الابن المدمن بمرض عقلي يحتاج إلى برنامج التشخيص المزدوج، لسوء استخدام العقاقير الطبية.

الفحص الشامل 

عند التحاق مريض الإدمان بإحدى مستشفيات علاج ادمان المخدرات، فإنه يخضع عن طريق الطاقم الطبي المتخصص لمرحلة الفحص الشامل، التي تتضمن بعض التحاليل، والتقييم الصحي للمتعاطي، ولكن طبقًا لمعايير الحالة الصحية، السن، مدة التعاطي، كمية المخدر، وآثار الإدمان جسديًا ونفسيًا على المريض.

وبحسب المتخصصين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، فإن آثار المخدرات تختلف من نوع لآخر، بحسب تصنيف المواد المخدرة، فهناك مخدرات تؤثر على الجهاز العصبي، مثل الحشيش، وأنواع أخرى تؤثر على الجهاز التنفسي، مثل الكوكايين، وغيرها يؤثر على الجهاز التناسلي، مثل الترامادول، أما تناول الخمور فقد يؤدي إلى السكتة الدماغية.

سحب السموم

يذهب خبراء علاج ادمان المخدرات، إلى أن مرحلة سحب السموم من الجسم، لها سمة خاصة في كيفية التعامل معها، نظرًا لصعوبة الأعراض الانسحابية التي تلحق بالمريض خلال تلك المرحلة الفيصلية من مراحل علاج ادمان المخدرات، والتي تتباين باختلاف نوع المخدر، كميته، مدة تعاطيه، ووظائف أجهزة الجسم، وآثاره الجسدية والنفسية، وقياس الاضطرابات العقلية للمدمن إن وجدت، ومن ثَم يتم اعتماد برنامج سحب سموم سريع، أو سحب سموم بدون ألم، الذي يخضع له المريض تحت الإشراف الطبي، ويتناول خلاله بروتوكول دوائي لتخفيف حدة الأعراض الانسحابية المتوسطة والشديدة، ووصف مضادات القلق والاكتئاب.

حيث تظهر أعراض جسدية ونفسية وسلوكية على المريض، منها اضطرابات الجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، وكذلك اضطرابات النوم، وقلة الإدراك، إضافة إلى الرغبة في تعاطي جرعات زائدة من المخدر أو أي نوع مخدر آخر، فضلاً عن التوتر والارتباك والعصبية، وصعوبة الكلام، وانعدام التوازن، وفقدان الشهية وانخفاض الوزن، وتتباين مدة سحب سموم المخدر من الجسم، طبقًا للعوامل التي أشرنا إليها سلفًا، ولكن يُرجح خبراء علاج ادمان المخدرات، أن هناك متوسط لتلك المدد بحسب نوع المخدر وآخر جرعة تعاطي، فمنها ما يظل في الدم والبول لساعات، ومنها ما يبقى لأيام، بينما قد تستمر الأعراض الانسحابية لأسابيع في حالات أخرى.

التأهيل النفسي السلوكي

بعد تخطي مرحلة الأعراض الانسحابية، وتعايش المريض مع نظام علاجي، غذائي، رياضي، ترفيهي، وخدمي، على أعلى مستوى داخل مركز علاج ادمان، في سرية تامة، وتحت أعين المتخصصين، فإن مرحلة التأهيل النفسي السلوكي، التي سيخوضها المدمن المتعافي تمثل حلقة الوصل بينه وبين الحياة التي تنتظره من جديد، ويشير المتخصصون إلى أن التأهيل السلوكي لمريض الإدمان هو عبارة عن برنامج علاجي متكامل، يخضع فيه المدمن لجلسات فردية وجماعية تعمل على تغيير سلوكياته، أنماطه، دوافعه، أفكاره الإدمانية، واستبدلها بآليات وأدوات فعّالة تمكنه من التفاعل الحيّ مع محيط الأسرة، الأصدقاء، العمل والمجتمع بدون تعاطي وإدمان، ويؤكد الخبراء أنه البرنامج الأكثر تأثيرًا في نتائجه على مستوى العالم في علاج ادمان المخدرات، وقد يستغرق ثلاثة أشهر.

المتابعة الخارجية

في الفصل الأخير من مراحل علاج ادمان المخدرات، لا بد أن تتم متابعة المدمن المتعافي خارج أسوار مستشفيات علاج ادمان المخدرات، بطريقة ممنهجة وسليمة، تضمن له عدم الوقوع مرة أخرى في التعاطي، والاعتمادية، ومن ثَم الانتكاس، الذي قد يودي بحياته حال عدم اتباعه أسلوب الحياة الذي تعلمه داخل بيوت إعادة التأهيل، ووضعه على الطريق الصحيح لحياة لا تقبل  فيها المواد المخدرة أو الكحول.

أرقام صادمة حول العالم

● 296 مليون متعاطي للمواد المخدرة.

● 500 ألف حالة وفاة بسبب المخدرات.

● أكثر من 35.5 مليون شخص يعانون من آثار التعاطي والإدمان.

● 192 مليون يتعاطون مخدر الحشيش.

● 900 نوع من المخدرات المُخلقة.